أن تكون مراهقًا هو بحد ذاته مرحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية. وعندما يظهر التثدي عند المراهقين، يمكن أن يضيف طبقة أخرى من القلق والإحراج، خاصة في سن يبحث فيه الشاب عن هويته ومظهره. الخبر الجيد هو أن معظم حالات التثدي لدى المراهقين مؤقتة وتختفي من تلقاء نفسها. ولكن، متى يصبح التدخل الجراحي ضروريًا؟
لماذا يحدث التثدي عند المراهقين؟
السبب الأكثر شيوعًا للتثدي في فترة المراهقة هو التغيرات الهرمونية الطبيعية التي تحدث خلال البلوغ. في هذه المرحلة، قد تكون هناك زيادة مؤقتة في مستويات هرمون الأستروجين (الهرمون الأنثوي) أو عدم توازن بينه وبين هرمون التستوستيرون (الهرمون الذكري). هذا التذبذب الهرموني يؤدي إلى نمو أنسجة الثدي.
- متى يظهر؟ غالبًا ما يظهر التثدي بين سن 13 و16 عامًا، وقد يصيب ثديًا واحدًا أو كلاهما.
- هل هو دائم؟ في غالبية الحالات (حوالي 80-90%)، يتراجع التثدي من تلقاء نفسه خلال 6 أشهر إلى سنتين مع استقرار مستويات الهرمونات.
متى يجب استشارة الطبيب؟
رغم أن التثدي في المراهقة غالبًا ما يكون حميدًا ومؤقتًا، إلا أن استشارة الطبيب أمر مهم في الحالات التالية:
- إذا كان التثدي مؤلمًا جدًا.
- إذا كان هناك إفرازات من الحلمة.
- إذا استمر التثدي لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات دون أي علامات تحسن.
- إذا كان يسبب ضيقًا نفسيًا شديدًا للمراهق (إحراج، عزلة، مشاكل في الثقة بالنفس).
- إذا كان هناك قلق من أن يكون السبب شيئًا آخر غير التغيرات الهرمونية الطبيعية (مثل الأدوية، بعض الحالات الطبية النادرة).
في GYNO ART، نقدم تقييمًا شاملاً للمراهقين المصابين بالتثدي لضمان التشخيص الصحيح وتحديد خطة المتابعة المناسبة.
متى يصبح التدخل الجراحي ضروريًا؟
عادة ما تكون الجراحة هي الملاذ الأخير لـ التثدي عند المراهقين، ولا يتم اللجوء إليها إلا بعد استنفاد خيارات المتابعة والانتظار. إليك السيناريوهات التي قد يُنصح فيها بالجراحة:
- استمرار التثدي بعد فترة المراقبة الكافية:
إذا استمر التثدي لأكثر من عامين إلى ثلاثة أعوام (بعد البلوغ الكامل) ولم يظهر أي علامة على التراجع، فهذا يشير إلى أنه قد يكون دائمًا وأن الأنسجة الغدية لم تتراجع تلقائيًا.
- التثدي شديد الحجم:
إذا كان التضخم كبيرًا جدًا ويسبب تشوهًا واضحًا في شكل الصدر، حتى لو كان المراهق لا يزال في مرحلة البلوغ، قد تكون الجراحة ضرورية لمنع المشاكل النفسية والاجتماعية طويلة الأمد.
- الألم الشديد أو الأعراض المزعجة:
في حالات نادرة، قد يسبب التثدي ألمًا شديدًا أو إفرازات من الحلمة، مما يستدعي التدخل.
- التأثير النفسي والاجتماعي الكبير:
يعد هذا أحد أهم العوامل. إذا كان التثدي يسبب للمراهق ضيقًا نفسيًا شديدًا، مثل:
- الخجل من خلع القميص في الأماكن العامة (حمام السباحة، النادي).
- تجنب الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية.
- تدني احترام الذات وانعدام الثقة بالنفس.
- علامات الاكتئاب أو القلق.
- التنمر في المدرسة.
في هذه الحالات، يمكن للجراحة أن تحدث فرقًا هائلاً في جودة حياة المراهق وصحته النفسية، حتى لو كان التثدي لا يزال في مرحلة “التراجع المحتمل”. الجراح الخبير سيقيم النضج العاطفي للمراهق وقدرته على فهم الإجراء والتعاون في فترة التعافي.
ما هي الجراحة المتبعة للمراهقين؟
تتبع نفس مبادئ جراحة التثدي لدى البالغين، حيث يتم إزالة الأنسجة الغدية الزائدة، وربما شفط الدهون الزائدة إذا كان هناك مكون دهني. الهدف هو تحقيق صدر مسطح وذو مظهر طبيعي بأقل ندوب ممكنة.
في GYNO ART، نتعامل مع التثدي عند المراهقين بحساسية بالغة، ونؤكد على أهمية الاستشارة العائلية والجراحية والنفسية لاتخاذ القرار الأنسب لكل حالة فردية، مع مراعاة الجوانب الجسدية والنفسية للمراهق.